هؤلاء أنصفوا الإسلام
العالم الألماني بارت :
محمد .. توج انتصاراته بالعفو والمغفرة
الرسول حكم بالعدل .. حتي أقام دولة عظيمة
رودي بارت Rudi,Part عالم ألماني معاصر. تخصص في الدراسات الشرقية في جامعة هايدلبرج. وكرس حياته لدراسة علوم العربية والإسلامية. وصنف فيها عدداً كبيراً من الأعمال. منها ترجمته للقرآن الكريم التي استغرقت منه عشرات السنين. وله كتاب عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم.
يقول: كان محمد "صلي الله عليه وسلم" خاتم النبيين وأعظم الرسل الذين بعثهم الله ليدعوا الناس إلي عبادة الله.
كانت تصرفات الرسول "صلي الله عليه وسلم" في أعقاب فتح مكة تدل علي أنه نبي مرسل لا علي أنه قائد مظفر. فقد أبدي رحمة وشفقة علي مواطنيه برغم أنه أصبح في مركز قوي. ولكنه توج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو.
كبرياء وغرور
برغم انتصارات الرسول "صلي الله عليه وسلم" العسكرية لم تثر هذه الانتصارات كبرياءه أو غروره. فقد كان يحارب من أجل الإسلام لا من أجل مصلحة شخصية. وحتي في أوج مجده حافظ الرسول "صلي الله عليه وسلم" علي بساطته وتواضعه. فكان يكره إذا دخل حجرة علي جماعة أن يقوموا له أو يبالغوا في الترحيب به وإن كان قد هدف إلي تكوين دولة عظيمة. فإنها كانت دولة الإسلام. وقد حكم فيها بالعدل. ولم يفكر أن يجعل الحكم فيها وراثياً لأسرته.
كان الرسول "صلي الله عليه وسلم" ينفق مايحصل من جزية أو مايقع في يديه من غنائم في سبيل انتصار الإسلام. وفي معاونة فقراء المسلمين. وكثيراً ماكان ينفق في سبيل ذلك آخر درهم في بيت المال.. وهو لم يخلف وراءه ديناراً أو درهماً أو رقيقاً.. وقد خيره الله بين مفاتيح كنوز الأرض في الدنيا وبين الآخرة فاختار الآخرة.
كان من بين ممثلي حركة التنوير من رأوا في النبي العربي "صلي الله عليه وسلم" أدلة الله. ومشرعاً حكيماً. ورسولاً للفضيلة. وناطقاً بكلمة الدين الطبيعي الفطري. مبشراً به.
كان العرب يعيشون منذ قرون طويلة في بوادي وواحات شبه الجزيرة. يعبثون فيها فساداً. حتي أتي محمد "صلي الله عليه وسلم" ودعاهم إلي الإيمان بإله واحد. خالق بارئ. وجمعهم في كيان واحد متجانس.
روعة أدبية
إن معجزة النبي "عليه الصلاة والسلام" الحقيقية والوحيدة هي إبلاغه الناس رسالة ذات روعة أدبية لا مثيل لها. فمن هو ذلك الرجل المكلف بالمهام الثقيلة العبء وهي حمل النور إلي عرب الحجاز في أوائل القرن السابع؟
إن محمداً "عليه الصلاة والسلام" لا يبدو في القرآن اطلاقاً. منعماً عليه بمواهب تنزهه عن الصفات الإنسانية. فهو لايستطيع في نظر معاصريه المشركين أن يفخر بالاستغناء عن حاجات هي حاجاتهم. وهو يصرح بفخر أنه لم يكن سوي مخلوق فان: ûقل إنما أنا بشر مثلكم "الكهف 110".
وهو لم يتلق أي قدرة علي صنع المعجزات. ولكنه انتخب ليكون منذراً ومبشراً للكافرين.
إن نجاح رسالته صلي الله عليه وسلم مرتبط إذن في قيمتها الاحيائية وإلي شكلها المنقطع النظير. ولم يكن محمد "عليه الصلاة والسلام" رغم ذلك. صاحب بيان ولا شاعراً. فإن الأخبار التي سيرته لم تحسن الاحتفاظ بذكري مفاخراته الشخصية. وثمة عوامل تحملنا علي الشك فيما إذ كان عرف استعمال السجع. أو أنه تلقي من السماء فن ارتجال الشعر.
الفصاحة
وعندما قال عنه المكيون المشركون أنه شاعر. أو حين عرضوا بأن مصدر الوحي جني معروف أزال الله عنه هذه التهمة: "وماعلمناه الشعر وماينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين. لينذر من كان حياً ويحق القول علي الكافرين" "يس 69 70". وهكذا يطرح هذا الوحي البالغ جماله حد الإعجاز. الواثق بحمل الناس بقوة بيانه علي الهداية. كظاهرة لا علاقة لها بالفصاحة ولا الشعر.
أما عن انتصار الإسلام فثمة أسباب تداخلت وفي طليعتها القرآن والسنة وحالة الحجاز الدينية. ونصح وبيان وأمانة الرجل المرسل لإبلاغ الرسالة المنزلة عليه
العالم الألماني بارت :
محمد .. توج انتصاراته بالعفو والمغفرة
الرسول حكم بالعدل .. حتي أقام دولة عظيمة
رودي بارت Rudi,Part عالم ألماني معاصر. تخصص في الدراسات الشرقية في جامعة هايدلبرج. وكرس حياته لدراسة علوم العربية والإسلامية. وصنف فيها عدداً كبيراً من الأعمال. منها ترجمته للقرآن الكريم التي استغرقت منه عشرات السنين. وله كتاب عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم.
يقول: كان محمد "صلي الله عليه وسلم" خاتم النبيين وأعظم الرسل الذين بعثهم الله ليدعوا الناس إلي عبادة الله.
كانت تصرفات الرسول "صلي الله عليه وسلم" في أعقاب فتح مكة تدل علي أنه نبي مرسل لا علي أنه قائد مظفر. فقد أبدي رحمة وشفقة علي مواطنيه برغم أنه أصبح في مركز قوي. ولكنه توج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو.
كبرياء وغرور
برغم انتصارات الرسول "صلي الله عليه وسلم" العسكرية لم تثر هذه الانتصارات كبرياءه أو غروره. فقد كان يحارب من أجل الإسلام لا من أجل مصلحة شخصية. وحتي في أوج مجده حافظ الرسول "صلي الله عليه وسلم" علي بساطته وتواضعه. فكان يكره إذا دخل حجرة علي جماعة أن يقوموا له أو يبالغوا في الترحيب به وإن كان قد هدف إلي تكوين دولة عظيمة. فإنها كانت دولة الإسلام. وقد حكم فيها بالعدل. ولم يفكر أن يجعل الحكم فيها وراثياً لأسرته.
كان الرسول "صلي الله عليه وسلم" ينفق مايحصل من جزية أو مايقع في يديه من غنائم في سبيل انتصار الإسلام. وفي معاونة فقراء المسلمين. وكثيراً ماكان ينفق في سبيل ذلك آخر درهم في بيت المال.. وهو لم يخلف وراءه ديناراً أو درهماً أو رقيقاً.. وقد خيره الله بين مفاتيح كنوز الأرض في الدنيا وبين الآخرة فاختار الآخرة.
كان من بين ممثلي حركة التنوير من رأوا في النبي العربي "صلي الله عليه وسلم" أدلة الله. ومشرعاً حكيماً. ورسولاً للفضيلة. وناطقاً بكلمة الدين الطبيعي الفطري. مبشراً به.
كان العرب يعيشون منذ قرون طويلة في بوادي وواحات شبه الجزيرة. يعبثون فيها فساداً. حتي أتي محمد "صلي الله عليه وسلم" ودعاهم إلي الإيمان بإله واحد. خالق بارئ. وجمعهم في كيان واحد متجانس.
روعة أدبية
إن معجزة النبي "عليه الصلاة والسلام" الحقيقية والوحيدة هي إبلاغه الناس رسالة ذات روعة أدبية لا مثيل لها. فمن هو ذلك الرجل المكلف بالمهام الثقيلة العبء وهي حمل النور إلي عرب الحجاز في أوائل القرن السابع؟
إن محمداً "عليه الصلاة والسلام" لا يبدو في القرآن اطلاقاً. منعماً عليه بمواهب تنزهه عن الصفات الإنسانية. فهو لايستطيع في نظر معاصريه المشركين أن يفخر بالاستغناء عن حاجات هي حاجاتهم. وهو يصرح بفخر أنه لم يكن سوي مخلوق فان: ûقل إنما أنا بشر مثلكم "الكهف 110".
وهو لم يتلق أي قدرة علي صنع المعجزات. ولكنه انتخب ليكون منذراً ومبشراً للكافرين.
إن نجاح رسالته صلي الله عليه وسلم مرتبط إذن في قيمتها الاحيائية وإلي شكلها المنقطع النظير. ولم يكن محمد "عليه الصلاة والسلام" رغم ذلك. صاحب بيان ولا شاعراً. فإن الأخبار التي سيرته لم تحسن الاحتفاظ بذكري مفاخراته الشخصية. وثمة عوامل تحملنا علي الشك فيما إذ كان عرف استعمال السجع. أو أنه تلقي من السماء فن ارتجال الشعر.
الفصاحة
وعندما قال عنه المكيون المشركون أنه شاعر. أو حين عرضوا بأن مصدر الوحي جني معروف أزال الله عنه هذه التهمة: "وماعلمناه الشعر وماينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين. لينذر من كان حياً ويحق القول علي الكافرين" "يس 69 70". وهكذا يطرح هذا الوحي البالغ جماله حد الإعجاز. الواثق بحمل الناس بقوة بيانه علي الهداية. كظاهرة لا علاقة لها بالفصاحة ولا الشعر.
أما عن انتصار الإسلام فثمة أسباب تداخلت وفي طليعتها القرآن والسنة وحالة الحجاز الدينية. ونصح وبيان وأمانة الرجل المرسل لإبلاغ الرسالة المنزلة عليه